نلتقي العديد من الأشخاص المختلفين
والفريدين من نوعهم، بعضهم يترك لديك إنطباعاً محايداً، في حين آخرين
يسلبون أحاسيسنا.
وحاولت
عالمة النفس "ايرينا شسنوفا" أن تشرح لماذا يشعر بعض الناس بهذه الأحاسيس
تجاهنا، ولماذا نحب شخصاً معيناً وليس آخر، فما الذي يدفعك غير مدرك أن تحب
شخص ما؟ العديد من الأبحاث أجريت من قبل علماء النفس ستساعدك على فهم أفضل
لما يحدث لك عند إحساسك بمشاعر اتجاه لشخص ما.
-
ذكريات الماضي: أحيانا يكون من الصعب أن نفهم لماذا نهتم بشخص معين ولماذا
ننجذب إليه، إن إختياراتك غالباً ما تكون غريزية ومرتبطة بالاوعي داخلنا،
وبصور لأشخاص لعبوا دوراً في ماضيك وصنعوا منك ما أنت عليه اليوم.
هذه
الصور تكون للأهل والأقارب، وأشخاص وضعوا بصمة على قدرك، هذه الصور هي في
كثير من الأحيان مزيج من الواقع والخيال من أيام طفولتك.
فعندما
تقابل شخصاً يشبه طبعه هذه الصور، فإنه يوقظ الذكريات الدفينة من علاقاتك
العزيزة على نفسك، لذا فإنك لا يمكنك ببساطة تجاهل هذا أو البقاء غير مبال.
فأنت ستكون مفتون ومن المرجح جداً أن تقع في الحب.
-
جروح الطفولة: أثبث علم النفس أن الشريك الذي تختاره يكون نسخة مطورة من
والديك، حيث سيذكرك بهم من خلال تصرفات معينة، كما أنه في الوقت نفسه، يمكن
لذلك الشخص ملء فجوة أو فراغ تركه أحد والديك.
تقول
هذه النظرية أنه إذا غاب الحب في علاقتك مع والدتك أو والدك، سوف تميل
حتماً إلى البحث عن هذا النقص في العلاقة التي تبنيها مع أشخاص جدد في
حياتك، و بدون وعي منك، هذا هو السبب الذي يدفعنا إلى إختيار شخص يكون
قادراً على شفاء الجروح التي أصبت بها في مرحلة الطفولة.
فهذه
الإتصالات الجديدة ستساعدك على تحقيق إحتياجاتك النفسية، توقعاتك، آمالك،
أحلامك وكل شيء كان غائباً سابقاً. إنها تعطيك الحب، الحماية، الإعتراف،
الإعجاب، الإستقلال، والثقة بالنفس والكمال.
إنها
فكرة مثيرة للإهتمام، فهناك شيء في شريك حياتك يجعلك تشعر دائماً بالأمان و
تشعركأنه يكملك، إنك تجد فيه صفات غائبة عندك وتكون محتاجاً لها بشدة،
ككونه قوياً وحاسماً، في حين أنك متساهل، هو هادئ وأنت مندفع. أنت منطوي
وهو عفوي.
تقدم
دراسة أخرى نظرية تقول أن: "الأفراد" تتكيف مع بعضها البعض مثل قطع
Puzzle. كل واحد يناسب تغيرات الآخر، هل الناس بشخصياتهم المختلفة يكملون
بعضه البعض؟ من جهة أخرى تتبث العديد من الزيجات في التاريخ على أن
العلاقات المتناغمة تقوم على التشابه بدلاً من الاختلافات بين الشركاء،
فعندما يكون التشابه بين الأزواج في المجالات الثلاثة التالية، تكون
العلاقة بينهما ناجحة بشكل كبير:
أولاً: إذا كان الرجل عصبياً، فيجب أن يكون لشريكه نفس هذه الخاصية، والعكس صحيح أيضاً.
ثانياً: إن الشخصين منفتحين فهم أفضل بكثير من شريك منفتح جداً وآخر متحفظ للغاية.
ثالثاً:
إن الشخصين الغيورين يتفاهمان مع بعضهم البعض بشكل جيد للغاية، فالعلاقة
بينهما فيها الكثير من الشغف، وتكون أقوى وتستمر لفترة أطول من علاقة بين
شخص غيور وشريك غير غيور، إذن فلم تثبث أية دراسة أن الأشخاص المختلفين
يكملون بعضهم الآخر، حسب عالم النفس "فاديم بتروفسكي".
كل
هذه الأشياء تكون مماثلة لقطعة مسرحية، فنحن تختار الأشخاص القادرين على
لعب دور فعال في حياتنا، فيمكن لقصة حبنا أن تنتهي بنهاية سعيدة, أو بدراما
و مأساة. كل هذا يتوقف عليك وعلى شريكك.
إكتشاف الآخر
إن
العلاقة بين شخصين مشابهة لكيان حي يتغير بإستمرار ويمكن في بعض الأحيان
أن يمرض: فإما سيشفى أو سيموت في نهاية المطاف، ففي بداية العلاقة، تكون
غارقاً في مشاعرك ولا ترى عيوب شريكك. لكن مع مرور الوقت، تبدأ بإكتشاف
طبيعة شريكك ونقاط ضعفه.
لكن
هناك طريقتان للتعامل مع هذا، فيمكنك أن تتعلم تقديم التنازلات، وإحترام
الإختلافات، وتقبل عيوب الآخر والإعتراف بحق الآخر في الإختلاف، فمن المهم
جداً عدم محاولة تغيير الشريك. هذه هي الأساسيات التي يمكنك الإعتماد عليها
في حياتك الزوجية.
لا
يوجد شيء أكثر أهمية من أن تكون قادراً على رؤية صفات شريكك في علاقة يدعم
كل واحد منهما الآخر، حاولا بناء مستقبلكما معاً لمواجهة التحديات والتمتع
بملذات الحياة. فلا تدع خيبات الأمل والتجارب السيئة تمنعك من القيام
بذلك.
إن
سر العلاقة الناجحة والسعيدة هو التفاعل الإيجابي والرغبة المتبادلة
لإنجاح العلاقة (دون إلقاء اللوم على بعضكم البعض، ودون التلاعب بالآخر أو
إتهامه). حاولا أن تكونا قادرين على التغلب على المشاكل، مع القدرة على
الطلب والقبول ودعم بعضكم البعض مع تجنب الموجات السلبية. لكن كل هذا يجب
أن يتم في إطار الاحترام الكامل لمبادئ الشريك
إرسال تعليق